تعتبر الحياة مدرسة الانسان في الأرض

عدد المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 15/01/2010

تعد الحياة مدرسة الإنسان في الأرض، ومزرعة الأحياء في الكون، ومركز الاختبار للبشرية، كل من يعيش في فلكها يمارس دوره في المنظومة الدنيوية وفق امكاناته وقدراته التي وهبها الله لكل كائن على حده.

فكل دقيقة يحياها الإنسان تضاف الى رصيده الحياتي سواء كان شخصيا او علميا أو عمليا، ولكن كيف يعيش المسلم وفق القواعد والأسس المادية؟
سؤال يجيب عنه واقعنا السلبي الذي تجد فيه المسلم يجري في فلك المادية الدنيوية متناسيا رسالته في الأرض وهدفه في الحياة، فصبغ بالمحسوس والملموس المادي وجرد من الروحانية الربانية.
المتابع لأحوال المسلمين من أقصى الشرق الى أقصى الغرب يجد أن تأثير المال والسلطة والحياة بات ديدن الكثيرين في سبيل المعيشة ولو على حساب دينهم الذي ارتضوه لأنفسهم أو ورثوه فطريا.
التفكير مشتت، والعقول مخدرة، والنفوس مريضة، والجوارح باطشة، والقلوب قاسية.. ذلك لبعدنا عن نبعنا الالهي وزادنا الرباني وانغماسنا في ملذات الدنيا وزخارفها حتى صرنا لا نمثل الإسلام خير تمثيل.
إن الإسلام ليس قواعد وأسسا وأدبيات وأحكاما فحسب، وإنما تطبيق عملي وسلوك ايجابي ومنهج قابل للتطبيق في أي مكان وزمان.
فالمسلم محور أي نجاح حضاري إذا استوعب الاساسيات والتزم الأطر المعنية، ولكن- للأسف- نجد أن المسلمين يعيشون في حالة من التيه والغفلة حتى صاروا أشباه مسلمين.
ويعتقد البعض أن تطبيق الشريعة والالتزام بالأوامر والنواهي الربانية يعيق التنمية والتقدم التكنولوجي لاسيما أن واقع مجتمعاتنا العربية والإسلامية في مصاف الدول النامية أو دول العالم الثالث.
غير أن الحقيقة اليقينية تفند ذلك لما يمثله الإسلام من قيم ومبادئ إنسانية راقية قادرة على تنمية الشعوب قبل تنمية العمران، وتهيئة الناس للتعايش السلمي والتلاقي البشري في ظل أخلاقيات تهذب السلوكات والمعتقدات والأفكار الخاطئة.
إن نشر مثل هذه القيم والمبادئ والتخلق بها في حياتنا اليومية يضعنا على أول خطوة في طريق استعادة الهوية الضائعة والمجد الزائل خاصة أننا صرنا في عصر العمل لا النظريات، باعتبار أن السلوك الحسن أجدى من الكلام المستهلك والتغني بالشعارات.
ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تقدم الدول الغربية جاء من تحليهم بقيمنا وأدبياتنا في القول والعمل والفكر وقدرتهم على تطويرها بما يناسب الإنسان، فتراهم يزرعون أهدافا نبيلة وأساسيات حسنة في مجالات الحياة المختلفة حتى إن الواحد منهم بات يعادل العشرات ممن تخلوا عن أبسط مقومات النهضة.
أخيرا الحياة تعد تجربة انسانية يمر بها كل إنسان، ولكن آثار هذه التجربة تحدد من يستحق أن يكون انسانا اسما ومن يستحق أن يكون مسلما فعلا. والله ولي التوفيق.

» مدرسة الحياة -هل تتعلم-
» رفرف عاليا
» استكمال... فلينظر الانسان مما خلق.... سبحان الله
» أفضل وثيقة تأمين على وجه الأرض
» منع مربيه من دخول مدرسة اشميدت بسبب ارتدائها الحجاب‎